تكثر التكهنات حول منتخب الأرجنتين مع بدء التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (البرازيل 2014)، وما إذا كان القائد الجديد للمنتخب ليونيل ميسي قادراً على إعادة أمجاد "التانغو".
ومع دخول عصر "أرجنتين سابيلا" بعد مرحلة مارادونا وباتيستا، هناك محاولة لوضع ميسي في نشاط وتفاهم مع زملائه كما يحدث في ناديه برشلونة.
حيث يرى البعض أن ميسي هو المعضلة الكبرى والمشكلة في المنتخب الأرجنتيني، نظراً لبناء الخطة دائماً عليه.
الحرية لميسي في المونديال
بغض النظر عن إقصاء الأرجنتين من الدور ربع النهائي لكأس العالم 2010، فإن مارادونا استخدم ميسي ليكون المهاجم الثاني خلف هيغواين، مدعوماً بزميليه فيرون وماسكيرانو.

ومع تأهل التانغو إلى ربع النهائي بشق الأنفس، جاءت الكارثة بالخروج أمام ألمانيا وبرباعية، في مباراة ظهر فيها ميسي كشبح في الملعب، ما أثبت فشل الخطة.
ومن سوء حظ ميسي، تمكن خط الوسط الألماني بقيادة سامي خضيرة وشفانشتايغر من إعدام خطورته تماماً، وتوجيهه نحو الوسط الدفاعي حيث كان بانتظاره الدفاع الألماني الرباعي.
والنهاية التاريخية للمونديال، درس قاسي للأرجنتين وعودة للبلاد، ومارادونا في
الوصل الإماراتي، ويأتي عصر باتيستا.
وفي بداية قيادته، جاء باتيستا مع أفكار جديدة، قائلاً "أريد ميسي اللاعب رقم (9) كما هو حاله مع برشلونة، لن نلعب كما يلعب النادي الكتالوني، ولكنني أريده بنفس المستوى مع ناديه".

معضلة ميسي اللاعب رقم (9)
تعمد مدرب برشلونة بيب غوارديولا أن يستخدم ميسي في دور اللاعب رقم (9)، خاصة في دور نصف النهائي والنهائي من دوري أبطال أوروبا، وهو ما فشل ريال مدريد ومانشستر على التوالي في إيقاف نزعته الهجومية.
وهي الخطة التي تعمدها بيب، في دعم ميسي عن طريق تشافي وبوسكيتس من الوسط، إلى جانب تواجد زميلهم إنييستا، مع تقدم حذر للمدافع جيرارد بيكيه ليصبح العدد خمسة لاعبين كفيلاً باسترداد الكرة في حالة فقدانها.
كما استخدم خطة المثلثات والدوائر الهجومية، عن طريق تقدم داني ألفيس ليصبح جناحاًَ هجومياً، مما يسمح بدخول بيدرو إلى الوسط الهجومي.
والمثلث الأهم يتكون عند ميسي وزميليه تشافي هيرنانديز وإنييستا، مع استخدام خطة الدوران وتدوير الكرة لفتح ثغرات في الوسط (مع بيدرو) أو الأجنحة (بتواجد ألفيس).

أرجنتين باتيستا
وفي بطولة كوبا أميركا، حاول المدير الفني الجديد للتانغو استخدام خطة برشلونة معتمداً على اللاعبين (ميسي، لافيتزي، تيفيز، ماسكيرانو، كامبياسو، بانيغا) وجاءت الكبوة الأولى أمام بوليفيا بالتعادل 1-1، ثم جاءت المباراة الثانية ليتعادل رفاق ميسي مع كولومبيا بنتيجة سلبية صفر-صفر.
قبل أن يدرك باتيستا أن مكان باتيستا في الوسط لصناعة اللعب وليس الجناح، كما استخدم هيغواين ودي ماريا وأغويرو، ليبقي ميسي في الوسط والجناح، مما أثمر انتصاراَ على كوستاريكا بثلاثية نظيفة.
استخدم خلالها باتيستا مثلثاً هجومياً مكون من ميسي وغاغو وزاباليتا، ليحل هيغواين في مركز الجناح الأيمن عند دخول ميسي لاستلام الكرة في الوسط، مع توغل دي ماريا للوسط الهجومي أمام ميسي.
وفي الجناح الأيسر تواجد أغويرو المعروف بسرعته ومهاراته، مما يتطلب لاعبين من المنافس لإيقافه، وهو ما يفتح مجالاً في الوسط لتمريرات ميسي البينية وسط سرعة دي ماريا وأغويرو.
الفرق بين برشلونة والأرجنتين
هنا يظهر الفارق بين النادي والمنتخب، في برشلونة يكون ميسي مدعوماً بسبعة لاعبين في الوسط (تشافي، انييستا، بوسكيتس، داني ألفيس) والهجوم (فيا وبيدرو)، مع لاعب دفاعي (بيكيه).
في حين في الأرجنتين يتواجد أربعة لاعبين فقط لدعم ميسي (دي ماريا، هيغواين، أغويرو، وغاغو)، مما يتطلب منه دور هجومي أكبر ودور دفاعي إضافي.
في شرح بسيط، سباعي برشلونة يملك مهارة أكبر في استرجاع الكرة في حالة فقدانها، بالإضافة إلى خبرة عمل المثلثات وتدوير الكرة، وسرعة اللاعبين في التوغل الهجومي وطلب الكرة.
حلم التتويج مع المنتخب
يأتي الهم الأكبر عند ميسي هو التتويج بلقب مع منتخب بلاده، غير كونه أفضل لاعب في العالم مرتين على التوالي، وإن كان ظهر بصورة طيبة ببصمته على ثلاثة أهداف من آخر أربعة سجلها "التانغو".
ويبقى الفارق أن برشلونة تملك لاعبين قادرين على دعم اللاعب، وهو ما لا يستطيع أحد مقارنته مع مهارات زملاء ميسي في الأرجنتين.
ولو أردنا أن نتخيل، ماذا لو كان ميسي ولد قبل عشر سنوات، بتواجد لاعبين أمثال سيميوني، وريدوندو، وفيرون، بالإضافة إلى الدعم من أيالا في الوسط لتغطية فقدان الكرة!.
وفي النهاية هذا ما يتمناه عشاق الأرجنتين بتواجد مثل هؤلاء الأسماء مع ميسي حالياً إذا ما أراد التتويج بلقب مع منتخب بلاده، أو على الأقل تطبيق خطة لعب برشلونة مع منتخب الأرجنتين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق