في تمام الثانية عشر صباحًا، ترك أحدهم رسالة عبر صفحة الأولتراس الأهلاوي في “الفيس بوك”، كلمات الرسالة مقتضبة جدًا لا تحمل سوى الميعاد والمكان والتنبية بعدم التأخر لإمكانية اللحاق..
“تجمع أولتراس أهلاوي بكرة لماتش بورسعيد الساعة 8.30 قدام النادي الأهلي الجزيرة، محدش يتأخر”.. ولسان حال الجميع: “ياريتهم كانوا أتأخروا” .
هنا.. بتلك الصورة تحديدًا تشهد على أقدامهم الراسخة أمام الكيان الذي
يعشقونه حد الجنون، مُلتحفين بسكارفات حمراء يكسوها أسمه، وتي شيرتات خاصة رُسم عليها شعاره.. هو نفسه النادي الأهلي، هذه الصورة كانت في تمام التاسعة صباح الأول من فبراير 2012.. في انتظار البقية للشروع في بدأ رحلة سفرهم .
يعشقونه حد الجنون، مُلتحفين بسكارفات حمراء يكسوها أسمه، وتي شيرتات خاصة رُسم عليها شعاره.. هو نفسه النادي الأهلي، هذه الصورة كانت في تمام التاسعة صباح الأول من فبراير 2012.. في انتظار البقية للشروع في بدأ رحلة سفرهم .
بدأ التحرك نحو المصير الأسود، المُجسد على أسفلت أسود أيضًا يبكي خطوات أرجلهم المرسخة فوقه، هنا في تلك الصورة تحديدًا يسيرون من أمام النادي الأهلي قاصدين محطة مصر حيث القطار الخاص برحلة الحادية عشر المتجهة نحو نورسعيد.. هنا اضطر شباب الأولتراس السير قدمًا لعدم وفاء سائقي الأتوبيسات بعهدهم بنقلهم إلى المحطة .
أما تلك.. حيث رأهم الجميع، يدخلون محطة مصر مُرددين أغنياتهم الخاصة، كما الشعارات الشاهدة على جم حبهم للكيان الأهلاوي، وقف الشهود شاهدين على تحذيرات “كابو” الأولتراس للصغار من اعضاء الجروب بعدم الذهاب، لكن كان يحتاج لمئة عام أو مايزيد لإقناعهم، فشرع الجميع في الركوب وسط أغنيات “ويوم أبطل أشجع هكون ميــت أكيـــد!” .
هنا.. كانوا بداخل القطار المتجهة إلى بورسعيد، أكثر من 500 شاب يقبع داخله مع نفاذ صبر لرغبتهم في الوصول سريعًا لإعداد الدخلات الخاصة بالمباراة، كانت الحادية عشرة صباحًا .
هنا.. توقفت عجلات القطار في محطة الكاب، تحدث إليهم عدد من المسئولين عن تأمين الطريق المؤدي للمباراة، أكدوا لهم عدم القدرة على النزول بمحطة بورسعيد لتعرضهم للمخاطر هناك، أكدوا لهم وجود أتوبيسات خاصة لنقلهم إلى الأستاد، كما هناك إمكانية للتوجه بداخل عربات الترحيلات الخاصة بالأمن المركزي .
هنا بالفعل شرعوا على التحرك نحو ستاد بورسعيد عبر بعض الأتوبيسات المخصصة لنقلهم .
كانت عربات الأمن تُلاحق الأتوبيسات الخاصة بالشباب، هنا تم الاعتداء على الأتوبيسات الناقلة، بعد هرج ومرج، وكر وفر بين الشباب وأفراد أولتراس المصري البورسعيدي، عُرف السبب، أن الأمن دخل بهم من أمام مدرجات المصري، فتم تكسير الأتوبيسات تمامًا، ما أدى لوصول أفراد الأولتراس بعد انطلاق صافرة المباراة .
أما هنان فقد تخطى الأولتراس الأهلاوي المأساة بالخارج وتمكن من الفرار من أبناء بورسعيدن ليخطو خطواتهم الأخيرة بداخل ستاد كرة قدم، لتشهد أعينهم أخر ركلات كرة بين أقدام لاعيبة عشقوهم حد التغني بأسمائهم، أفراد الأولتراس يستهلون الدخول للمدرجات .
“ماسك شمروخ وبغني أهلي عندي بالحياة”.. هذه اللحظات شهد الفرحة الأخيرة بهدف أهلاوي.. هنا تحديدًا علّى هتاف واحد أدمى القلوب بعدما اتضحت الصورة.. “أعظم نادي فـ الكون.. لو كل الدنيا ضده، هفضل أحبه بجنون، يوم نصره ليا عيد .. عمري ماهكون بعيد .. يوم أبطل أشجع هكون ميت أكيد !” .
الصورة باتت سودة، والوضع مُربك تمامًا، أصوات صريخ، لاعبي الأهلي تفر لداخل غرف خلع الملابس، لا أحد يعلم كيف سيكون المصير.. فقط أغلقت الأنوار.. فالأضواء، فـ صورة أحدهم على التلفاز يصرخ بـ”لية؟!”، وأسفل المشهد شريط أحمر كُتب بالأبيض فوقه كلمات أوقفت القلب حد الموت، “عاجل: اشتباكات بداخل ستاد بورسعيد، وأنباء عن سقوط قتلى” .
0 التعليقات:
إرسال تعليق